الخميس، 6 سبتمبر 2012

هل يخرج السلفيون من عباءة ''الإخوان'' ويبدأ ''الصراع العلني'' ؟





هل يخرج السلفيون من عباءة ''الإخوان'' ويبدأ ''الصراع العلني'' ؟



رغم أنهما شكلا الاغلبية البرلمانية ببرلمان ما بعد ثورة يناير، وسعيا من أجل استمراره، ويبدوا للجميع أن ثمة تحالف بينهما، إلا أن ظواهر الأمور ليس مثل باطنها؛ فقد بدأت جماعة الإخوان المسلمون العمل بالسياسية منذ قرابة 8 عقود وعانت من اضطهاد الانظمة العسكرية .
بينما نشأ حزب النور التابع للدعوة السلفية عقب ثورة يناير ورغم حداثه العهد بالعمل السياسي إلا أنه حصل على المركز الثاني بعد حزب الحرية والعدالة من حيث عدد المقاعد البرلمانية، ودفع هذا الأمر قيادات الاخوان لإظهار التحالف الظاهري الذي ما لبث أن اختلف مع بداية الانتخابات الرئاسية بدعم التيار السلفي لدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وعاد هذا الخلاف مرة أخرى مع بداية عمل اللجنة التأسيسية وتشكيل الحكومة والحقائب التي سيحصل عليها كلا من الطرفين.
فهل يستمر هذا التحالف الظاهري أم يخرج السلفيون من تحت عباءة الإخوان المسلمين ليصبحوا قوة منافسة ويبدأ الصدام وربما الصراع بين تيارين كلاهما يعرف أسلحة الاخر ويجيدها.

العلاقة بينهما وطيدة بحكم المنشأ الديني

يوضح دكتور جمال سلطان - الباحث بشؤن الجماعات الاسلامية - أن الإخوان المسلمين والسلفيين العلاقة بينهما اكبر من كونهما لديهما أحزاب ذات مرجعية دينية تتفق في كونها تستلهم العمل من الشريعة الاسلامية، وبالتالي أتضح هذا الارتباط جليا ً في كونهما قد شكلا الاغلبية البرلمانية وكان متفقان على الكثير من التشريعات ووجهات النظر بحكم طبيعة النشأة والافكار ولأيدولوجيات الواحدة ولكن نظرا لان العمل الحزبي يختلف عن العمل الديني فان الاختلاف والصراع امر وارد وظهر هذا جلياً عند الانتخابات الرئاسية حيث دعموا السلفيين دكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعادوا مرة اخرى لدعم مرسي كمشروع بديل ل''أبو الفتوح'' للدولة الاسلامية، ورغم الاختلافات سيظل هناك تحالف بينهما ولن يحدث صدام في المستقبل حتى بين الاجيال الجديدة.
وعلى النقيض يرى دكتور محمد منصور ،الباحث السياسي، أن العلاقة بين الاخوان المسلمون والسلفيين او حزب الحرية والعدالة وحزب النور مليئة بالتناقضات والصراعات وربما تفوق التناقضات الموجودة بين الاخوان المسلمين وغيرهم من القوى السياسية الليبرالية،  ويعود هذا لأسباب عديدة منها قلة الخبرة السياسية لدى السلفيون وان لديهما نفس الوسيلة وهي الدين، ولكن يختلفان في ان الاخوان يقومون بالفعل لما لهم من خبرة سياسية بينما السلفيون يكتفون برد الفعل ولا يبادرون بمواقف سياسية واضحة.

هناك صراعات بينهما ولهما نفس الوسيلة ''الدين''

ويكمل :'' أنه أذا اعلن السلفيون عن اختلافهم عن الاخوان المسلمون علنية وقد يحدث هذا عند أعداد الدستور او تشكيل الحكومة وربما عند الانتخابات الرئاسية القادمة ويكون السلفيون قد اصبح لديهم من الخبرة السياسية والجماهرية الموازية والمساوية للإخوان المسلمين، فانه من المؤكد أن الصراع بينها قد يصبح ''دامي '' أذا وصل أحدهما للسلطة وسعى لإقصاء الاخر وابعاده وذلك مثلما حدث بأفغانستان من قبل الاحزاب السياسية المتصارعة على السلطة وادى هذا للتدخل العسكري من قبل امريكا وقوات الناتو''.
ويضيف أن الاخوان المسلمين قد اعتادوا التنازل والتحالف والمراوغة السياسية من اجل مصلحتهم و والدين لديهم وسيلة وغاية من الممكن التعامل معها بمرونة ويحتمل التأويل والتفسير وذلك على عكس السلفيين لا يجيدون التنازل وشرع الله امر لا يمكن المرونة معه وهو الامر الذي يجعلهم يستغلون هذا للمزايدة على الاخوان المسلمين مما يقلل من شعبية الاخوان وقد يزيد مستقبلا ً من شعبية السلفيين ليصبحوا قوة منافسة للإخوان ، خاصة واذا سعي السلفيين لتكوين قوة اقتصادية مماثلة لقوة الاخوان المسلمين، وحينها يخرج السلفيين من عباءة الاخوان ليبدأ المنافسة والصراع الجاد.

الصراع بين الاخوان والسلفيين ''خفي''

ويعلق جمال اسعد - عضو مجلس الشعب السابق - أن هناك صراع سياسي بين الاخوان المسلمين والسلفيين ولكن الغلبة الآن للإخوان بحكم تاريخهم السياسي بينما السلفيون حديثي العهد بالعمل السياسي، وكل فصيب منها يزايد على الاخر دينيا والصراع الان ليس معلنا، لان هناك مساحات ومصالح مشتركة بينهما حيث الرغبة في ترسيخ الدولة الدينية وتطبيق شرع الله من خلال دستور إسلامي والاستحواذ على الازهر الشريف والوزارات التي تشكل وجدان وطبيعة الشعب المصري كالتعليم والثقافة والاعلام .
ويتابع : ''سيظل الصراع غير علني لحين سيطرة الاخوان على الحكم بشكل مطلق واقصاء السلفيين، من خلال منعهم من الوزارات الهامة والمحليات والمحافظين والوزراء، ويرجع هذا بالطبع لتركيبة الاخوان حيث الطمع والعنف والغرور والاستحواذ على السلطة ومنع أي فصيل اخر من مشاركتهم حتى ولو كان فصيل ديني، ولكن حينها سيتمكن السلفيون من مواجهتهم لان لهم نفس الارضية الدينية وسيقومون بتنظيم وحشد انصارهم مثلما يفعل الاخوان المسلمون ليبدأ الصراع المستقبلي بينهما ''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق