الخميس، 13 سبتمبر 2012

«نيويورك تايمز»: مصر «لم تحْذُ حذو ليبيا مع واشنطن» بعد أحداث العنف


المئات يشاركون في وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الأمريكية اعتراضا على إعداد أقباط المهجر فيلما مسيئا للرسول، صلي الله عليه وسلم، القاهرة، 11 سبتمبر 2012. قام العشرات من المتظاهرين بتسلق سور السفارة، وأنزلوا العلم الأمريكي مشعلين فيه النيران، ووضعوا علما أسود مكتوب عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مكانه.


قالت افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس إن ليبيا وثورتها التي طلبت الديمقراطية لم يكن لديها صديق أفضل من كريستوفر ستيفنز، السفير الأمريكي الذي قتل مع ثلاثة دبلوماسيين آخرين في هجوم الثلاثاء على القنصلية الأمريكية في بنغازي، واصفة الواقعة بأنها «شائنة وفظيعة وكانت تستحق أقوى إدانة».
واعتبرت «نيويورك تايمز» أن أسوأ ما يمكن أن يحدث الآن هو أن تبتعد الولايات المتحدة عن «التزاماتها» تجاه ليبيا ومصر بينما تسعى الدولتان لبناء مجتمعات جديدة مستقرة، مشيرة إلى أن عددًا من أفراد الأمن الليبيين ماتوا أثناء محاولة إنقاذ الأمريكيين، كما أن القادة الليبيين أدانوا القتل ووعدوا بالقبض على الجناة، لكن على العكس، ولسبب غير مفهوم، لم يحذ القادة المصريون حذو نظرائهم الليبيين، على حد قول الصحيفة الأمريكية.
وأضافت أن بيان الرئيس باراك أوباما، الذي أعلن فيه غضبه وتعهده بتقديم القتلة للعدالة، استقبل باستحسان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومجلس الشيوخ والكونجرس، بمن فيهم السياسيون الذين كانوا يتحينون كل الفرص لمهاجمة أوباما.
وتابعت أن مرشح الحزب الجمهوري المنافس، ميت رومني، لم يدعم بيان أوباما، ووصفه بأنه «يريد الأمريكيين أن يصدقوا أنه يمكن أن يكون رئيسًا، لكنه أظهر افتقارًا غير عادٍ للشخصية الرئاسية عندما استخدم مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا حجة ليس فقط للهجوم على أوباما وإنما فعل ذلك بطريقة تنم عن جهل خطير بالحقائق واستعداد للي ذراع الحقائق لخدمة أهداف حزبه الضيقة».
ولفتت أن المسؤولين الأمريكيين لاحظوا أن الوضع في ليبيا كان على العكس منه في مصر، ففي حين قامت جماعة مسلحة بالهجوم عمدًا على القنصلية الأمريكية في بنغازي، تجمع عدد من المحتجين غير المسلحين أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة ونددوا بما وصفوه بالفيلم الذي أساء إلى الرسول محمد، وبشكل عفوي اقتحموا محيط السفارة ومزقوا العلم الأمريكي، لكنهم لم يرتكبوا أي أضرار أخرى.
وقالت إن هناك شكًا كبيرًا بشأن من الذي أنتج الفيلم، والذي كان مجهولا تمامًا حتى روج له على الإنترنت موريس صادق، القبطي ذو الأصول المصرية وحليف الواعظ الأمريكي تيري جونز، وهو الواعظ الذي أسفرت تهديداته بحرق نسخة من القرآن عن أعمال شغب دامية في أفغانستان عام 2010 و2011.
وأضافت أنه مهما كان الفيديو مسيئًا، فإنه لا يبرر أبدًا العنف في بنغازي والقاهرة، موضحة أن جونز وصادق وأيا كان الذي صنع الفيلم قاموا بإيذاء المصالح الأمريكية بشكل كبير كما آذوا مبدأ الولايات المتحدة الأساسي في احترام كل المعتقدات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق