الأحد، 9 سبتمبر 2012

مفتى الجمهورية: المشاركة وتداول السلطة تمثل مبادئ صلاح الأنظمة والبلاد




د. على جمعة


أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، أن المسلمين والمسيحيين يسعون للعدل والحرية والسلام والعيش بكرامة، فى صفحة جديدة يسطرها التاريخ بالمنطقة، وأن هذه الحقبة الجديدة يصحبها حراكٌ فكرى ومجتمعى على كافة الأصعدة، ويصحبها كذلك فرصٌ كثيرة، وربما تهديداتٌ تهب على المنطقة بأسرها، لافتاً إلى أنه على ضوء ذلك ينبغى علينا أن نسعى إلى الجلوس سويًّا، ونحاول إيجاد إجابات للعديد من الأسئلة المطروحة على الساحة حاليًا، بعيدًا عن ثقافة الصخب والضجيج التى تعج بهما الساحة الآن.

جاء ذلك فى كلمته فى أعمال مؤتمر "الصحوة العربية والسلام فى الشرق الأوسط" فى اسطنبول أمس تحت رعاية رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وحضور أكثر من 200 من رجال الفكر والشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية من 19 دولة من المنطقة العربية وشمال أفريقيا وأوربا وأمريكا، حيث ناقش المشاركون العلاقات الإسلامية المسيحية، والرؤية المشتركة من أجل المستقبل.

وأوضح خلال كلمته، أن هذا الاجتماع إنما جاء لتدارس كيفية الخروج من أزماتنا الحالية، مشيراً إلى ضرورة أن ننظر جميعاً إلى المستقبل نظرة تطلع وإصرار على العمل والبناء والتنمية، ونوجه اهتمامنا إليه ونتوحد ونتخلى عن الغوص فى الماضى؛ لأن الأوطان والأمم تبنى بالأمل الفسيح والعمل الصحيح، وتبنى بالتكاتف والتآزر والتراحم لا على التناحر والشقاق، وهذا لا يتأتى إلا بعد إرساء مبدأ العمل الجماعى من أجل بناء دولة مؤسسية تقبل مختلف الأطياف والآراء.

وأضاف أن "المشاركة وتداول السلطة والمسئولية والمحاسبة تمثل المبادئ الأساسية التى تضمن صلاح الأنظمة والبلاد والعباد"، مشيراً إلى أن الخروج عن هذه المبادئ سيؤدى إلى مزيد من إراقة الدماء، واشتعال الفتن والفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد، واختلال ميزان الشريعة.

وأكد مفتى الجمهورية، أن جوهر الدين الإسلامى الحنيف هو توجيه استخلاف الإنسان فى الأرض، حتى يصل إلى إقامة أمة متوازنة (أمة وسطا) يسود فيها السلام والعدل والمساواة الإنسانية بين الناس جميعا فيعيش الإنسان حياة متسقة مع حركة الكون لافتا أن الخطاب القرآنى يحث المسلمين بل الناس جميعا على التعارف فيما بينهم امتثالا لقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...)، والتعارف فيما بين الناس يبدأ أول ما يبدأ بالحوار فيما بينهم.

واختتم مفتى الجمهورية كلمته بأن الإسلام يخاطب الناس جميعا, ولا يقر العنصرية أو التحيز لجنس على آخر، وجاء الحديث الشريف، ليؤكد على أنه لا فضل لقوم على قوم أو للون على لون، وإنما معيار التفضيل عند الله يرتكز على دعامة مختلفة تماما هى "التقوى".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق