الاثنين، 10 سبتمبر 2012

''حي الزبالين''.. عمارات ''مُسلح'' وتلال ''قمامة'' و''بيزنس'' لا ينقطع


''حي الزبالين''.. عمارات ''مُسلح'' وتلال ''قمامة'' و''بيزنس'' لا ينقطع

أمام قلعة صلاح الدين بصلاح سالم توقفنا.. دقائق معدودة من التجول حتى وجدنا أنفسنا قد وصلنا إلى ''حي الزبالين''.. تلال القمامة كانت كافية للتأكد من أننا في المكان الصحيح، ولكن يتسرب إلينا الشك للحظات عندما نري الطريق للحي يبدأ بالعمارات المبنية بالأعمدة الخرسانية.
وسرعان ما نتيقن أنه ''حي عادي'' عربيات فارهة وأخري متوسطة الحال.. بيوت تبدو عادية ويظهر فيها التفاوت الطبقي الطبيعي في الأحياء المصرية.. والاختلاف الوحيد كان في أكوام القمامة التي تملئ المكان ومعظمها موزع في أكياس كبيرة من القماش.
أنشئ حي ''الزبالين'' في عام 1969 عندما خصصت محافظة القاهرة منطقة الزبالين التي تقع أسفل جبل المقطم بحي منشأة ناصر ليكون مقراً لجمع وفرز وتدوير القمامة.
ولم يكن الحي الأول الذي استوطن فيه ''جامعو القمامة'' بل يعود تاريخ ''الزبالين'' في مصر لعام 1947 عندما نزح 30 شخص من الصعيد وقت الاحتلال الإنجليزي إبان حكم الملك فاروق، وقرروا ابتكار عربة خشبية يجرها الدواب، وبدأوا بجمع القمامة من القاهرة وكان أول منطقة استوطنوا فيها هي منطقة ''التيرو'' بميت حلفا بشبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية، في هذه الفترة وعندما وجدوا اليهود والإنجليز يقوموا بتربية الخنازير قرروا أن يستخدموا الخنازير في التخلص من فضلات القمامة، واستمروا في الازدياد وطوروا أنفسهم مع تعاقب الحكومات حتي وصل عددهم حوالي 3 مليون شخص عام 2012.
يطلق ''الزبالين'' علي أنفسهم هذا اللقب علي مضض فهم يعتبرون أن ''الزبال'' هو الشخص الذي يلقي بالقمامة في الشارع أما هم فـ''عمال نظافة'' لأنهم ينظفون ويجملون ما يقوم غيرهم بتشويهه، وهم يعتزون إلي أقصي حد بمهنتهم التي توارثوها أباً عن جداً ويفتخرون بإمتهانها.
مجتمع منتج.. هذا هو مجتمع ''الزبالين'' فلا يمكن أن تجد سيدة أو طفل أو حتي شيخ كبير لا يعمل في جمع أو إعادة تدوير القمامة فالجميع يعملون، السيدات في المنازل والأطفال والرجال في مصانع التدوير.
في كل منزل من منازل الحي تجد له ملحق لإعادة تدوير القمامة فهناك مصانع لإعادة تدوير الزجاج وأخري للبلاستيك وغيرها للكارتون والورق، وكل الأسرة تجلس لفرز القمامة وتقوم بوضع كل نوع علي حدا استعداداً لإعادة تدويره أو بيعه للشركات الكبيرة التي تعيد إنتاجه من جديد.. وهذا هو ''بيزنس الزبالين'' الذي يتكسبون منه رزقهم.
حي ''الزبالين'' ليس الحي الوحيد في القاهرة الذي يضم جامعي القمامة فبالإضافة لمنطقة ''منشأة ناصر'' يتواجدوا في منطقة ''الخصوص'' في القليبوية بـ''عزبة النخل''، ومنطقة حلوان خلف مقابر 15 مايو، ومنطقة ''الوحدة الوطنية'' أمام سجن طره، ومنطقة ''المعتمدية'' بأرض اللواء بالجيزة، إلا أن حي ''الزبالين'' بـ''منشأة ناصر'' صاحب الشهرة الأوسع بين هذه الأحياء.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق