الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

الرياض اتفقت مع الإخوان المسلمين على شروط للتعايش السلمى بينهما


الرئيس محمد مرسى

قالت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية إن صعود الإخوان المسلمين فى المنطقة مثل تحديا للسعودية، حيث يختلف نهج الإسلام السياسى لكل منهما، الأمر الذى دفع بالرياض إلى وضع شروط للتعايش السلمى مع الجماعة مقابل فتح خزائنها لدعم الاقتصاد المصرى.

وأضافت الصحيفة قائلة: "إن الاضطرابات تزداد فى الشرق الأوسط بعد صحوة الربيع العربى، وذلك بسبب طبيعة وشكل الأنظمة المحلية فى المنطفة والسياسات الإقليمية التى تؤثر عليها. والعلاقات الخارجية بدورها تمارس تأثيرا على السياسات الداخلية غير المستقرة، ولعل ظهور الأحزاب والحركات الإسلامية، كما تعرف نفسها، كقوى أساسية وفى بعض الأحيان مهيمنة يركز الانتباه على تساءلات تتعلق بملامحها وأهدافها واستراتيجيتها. ومن المنظور الأمريكى، فإن كل الحركات الإسلامية فى المنطقة تمثل مبعث قلق، وينطبق الأمر نفسه على آل سعود لأسباب مختلفة، وكلمة "إسلامى" لا تفسر الواقع المعقد".

وترى الصحيفة أن صعود الإخوان المسلمين فى مصر يمثل تحديا لأركان الاستراتيجية السعودية فى الشرق الأوسط، كما أنه يمثل معضلة للولايات المتحدة. وكان رد فعل الرياض وواشنطن تفاهما مع الإخوان المسلمين حول شروط ترقى إلى التعايش السلمى الذى تتحدد معالمه كالتالى:

أولا: توافق الإخوان المسلمين على عدم إثارة القلاقل خارج مصر، وخاصة فى الخليج، بمعنى آخر سيتم مراقبة مبدأ "الإسلام السياسى فى بلد واحد" فى الوقت لحالى، أى تطبيق رؤية الإخوان للدولة الإسلامية المتعارض مع الوهابية السعودية، وستقلل من نموذج مصر فى التوفيق بين الإسلام السياسى والمؤسسات الديمقراطية.

ثانيا: ستستمر الجماعة فى مساهمة مصر فى عزل إيران، وستكون الاتصالات بين القاهرة وطهران فى الحد الأدنى.

ثالثا: يمتنع الإخوان المسلمون عن الدخول فى شراكة كبرى مع الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، وبدلا من ذلك يتم إعطاء الأولوية للدول العربية السنية وفى مقدمتها السعودية.

رابعا: لن يلغى الإخوان المسلمون اتفاقية السلام مع إسرائيل، أو يرفعوا الحصار عن غزة تماما، بالرغم من حقيقة أن حكام غزة ينتمون لفكر الإخوان المسلمين، وهو ما سهل على مرسى الهجوم على بؤر الإرهابيين فى سيناء.

وتؤكد هفنجتون بوست على أن واشنطن والرياض عملتا بجد من أجل قبول الإخوان المسلمين لهذه الصفقة. وكانت الحوافز التى عرضوها ذات شقين: أن تفتح السعودية خزائنها لضمان أن يبقى الاقتصاد المصرى رأسه فوق الماء، ومن جانبها وافقت الولايات المتحدة على تعليق كراهيتها للأحزاب الإسلامية من خلال الدفاع عن نتائج الانتخابات المصرية، باعتبارها عادلة ونزيهة، وهو ما يعزز أيضا من مصداقيتها باعتبارها راعية للديمقراطية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق