الخميس، 6 سبتمبر 2012

الفايننشيال تايمز: قطر تفرض نفوذها السياسى والاقتصادى على الشرق الأوسط.. وبنك "قطر الوطنى" يستحوذ على المصارف الكبرى فى مصر وبلدان المنطقة

قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، إن بنك قطر الوطنى يعمل على توسيع نطاق عمله فى الشرق الأوسط من خلال عمليات الاستحواذ على مصارف كبرى فى المنطقة، مستغلا النفوذ السياسى الجديد للدوحة.

وسلطت الصحيفة الضوء على محاولات البنك القطرى شراء حصة الأغلبية 77.2% من بنك سوسيتيه جنرال الفرنسى فى مصر، وتعزيز حصته فى البنك التجارى الدولى فى دبى، ليصبح البنك القطرى الأكبر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأصول تصل إلى 91 مليار دولار.

ويأتى توسع البنك الذى يمتلك صندوق الثروة السيادية القطرى 50% منه، متوافقا مع سعى البنوك الأوروبية لتلبية احتياجات رؤوس أموال جديدة، مما اضطرهم لتقليص حجمهم فى الأسواق غير الرئيسية مثل الشرق الأوسط.

ويشير محللون إلى أن استراتيجية بنك قطر الوطنى تتماشى مع استراتيجية أوسع لدولة قطر، التى تسعى لإثبات تواجد سياسى أكثر حزما فى العالم العربى سريع التغيير، وتحاول الدوحة أن تعمل كحافز للمساعدة فى بناء القوى المالية والثقة الاقتصادية بين الأنظمة المنتخبة حديثا فى المنطقة.

ويقول ريان عياش، المحلل المالى بمجموعة دويتشه بنك فى دبى، إن بنك قطر الوطنى مستعد لأكبر نوع من التوسع. وأضاف: "بكل الأشكال فإن هذا يعكس قطر نفسها، التى تحاول عن طريق أموالها، فرض عضلاتها السياسية والاقتصادية فى المنطقة وخارجها".

وتؤكد الصحيفة البريطانية أن الإمارة الصغيرة والغنية جدا، التى أعلنت تمويل التمرد السورى وقدمت الدعم العسكرى لإزاحة القذافى فى ليبيا، أظهرت رغبتها فى الحصول على حصة مالية فى الشرق الأوسط بعد الثورة.

وكان البنك القطرى قد اشترى 49% من أسهم بنك التجارة والتنمية فى ليبيا، أبريل الماضى. كما أعربت كيوانفست، التابعة لمصرف قطر الإسلامى، عن رغبتها فى شراء أسهم مجموعة هيرمس- مصر، أكبر البنوك الاستثمارية المطروحة للتداول فى العالم العربى. الصفقة التى تم تعليقها من قبل السلطات المصرية فى يوليو الماضى بسبب افتقارها للوضوح والشفافية خاصة فيما يتعلق بحقوق حاملى الأسهم.

وبعيدا عن المصالح المصرية، تشير فايننشيال تايمز، إلى إن بنك قطر الوطنى حاضر بالفعل فى كل بلاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقريبا، بما فى ذلك السودان والعراق وتونس ولبنان. 

ويلفت راج مدحا، المحلل المالى فى دبى، إلى أن تطلعات البنك القطرى فى المنطقة ليست جديدة، فقبلا كانت الاضطرابات الاقتصادية والسياسية فى المنطقة تقوضها، لكن البنك يسعى حاليا لاقتناص الفرصة، ويضيف: "فى مصر خاصة، فإن الكثير من المخاطر السياسية تبدو قد خفت، وهو ما يجعلها بقعة جيدة للعمل".

ويتخذ بنك قطر الوطنى نهجا عدوانيا فى التوسع داخل مصر ودبى، فى الوقت الذى تتراجع فيه المصارف الغربية عن المنطقة، ومن خلال الجمع بين البروز السياسى والقوة المالية للدولة الخليجية، فإنه من غير المرجح تحجيم البنك القطرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق