الاثنين، 17 سبتمبر 2012

نيويورك تايمز: الاحتجاجات الأخيرة تجاوزت الحساسية الدينية.. وتعد امتداداً لرفض الشعوب الإسلامية للسياسات الأمريكية منذ سنوات.. ويوسف سيدهم: الفيلم المسىء تكرار لـ"شفرة دافنشى" المسىء للمسيحية

الرئيس الأمريكى باراك أوباما

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فى تقرير لها نشرته اليوم، الاثنين، حول موجة الاحتجاجات الغاضبة التى شهدتها سفارات الولايات المتحدة فى العديد من دول العالم الإسلامى مؤخراً، أن الأمر هذه المرة تجاوز مسألة الحساسية الدينية أو السياسية، وإنما امتد إلى المطالبة بالحرية، موضحاً أن المفهوم فى هذا الإطار يعنى حماية حق المجتمع، سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً فى عدم التعرض لإهانات تمس العقائد أو الهوية.

وقالت الصحيفة، إن هذا المطلب يعد امتداداً لمواقف كثيرة تبنتها العديد من التيارات فى المنطقة، كانت دائماً ما تعبر عن رفضها الكامل والقاطع للسياسات الإقليمية، منذ إقدام الولايات المتحدة على شن حربها الشهيرة على الإرهاب منذ عقد من الزمان، والتى اعتبرها الكثيرون أنها تستهدفهم من ناحية، بالإضافة إلى هبوب رياح جديدة فى دول عدة منذ نشوب ثورات الربيع العربى، والتى أطاحت بالأنظمة الديكتاتورية التى سيطرت على مقاليد الأمور لعقود طويلة، وهو ما يعنى للكثيرين أن هناك ضرورة جديدة لاحترام رغبات الشعوب.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية تصريحاً أدلى به أحد رجال الدين المشاركين فى التظاهرات التى شهدتها القاهرة فى الأيام الماضية، ويدعى إسماعيل محمد، والذى كان إماما بأحد المساجد فى ألمانيا من قبل، والذى أكد أنه على الغرب أن يتفهم عقلية الشعوب، مؤكداًَ أنه على الساسة الغربيين أن يضعوا فى حسبانهم مطالب الشعوب العربية، وألا تقتصر اهتماماتهم على الحكومات. وأضاف أن تصوير الأنبياء لا يقع بأى حال من الأحوال فى إطار حرية التعبير، وإنما يعد جريمة فى حق المسلمين.

وتابعت نيويورك تايمز، فى تقريرها، أن المتظاهرين الغاضبين أكدوا أن تلك الاحتجاجات لا تعكس صداماً بين المسلمين والمسيحيين، وإنما أوضحوا أن التقاليد الدينية لشعوب المنطقة، والتى يتشارك فيها كل طوائف المجتمع، تتعارض بشكل كبير مع الأفكار التى يتبناها الغرب، والتى تعكس علمانية المجتمعات الغربية وفرديتها.


وذكرت الصحيفة أن العديد من المفكرين الأقباط فى مصر قد أعربوا عن استيائهم من الفيلم المسىء للإسلام، والذى أثار ضجة كبيرة فى العديد من دول المنطقة، ومن بينهم المفكر القبطى يوسف سيدهم، والذى أعرب عن انتقاده الشديد للعنف الشديد الذى صاحب تظاهرات المصريين أمام السفارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، إلا أنه أكد أن الفيلم المسىء للإسلام يعد تكراراً لفيلم "شفرة دافنشى" الذى أساء كثيراً للمسيحية، وهو ما أثار ضجة فى قطاعات كبيرة من المجتمعات المسيحية فى ذلك الوقت.

وأضاف سيدهم، فى تصريحات أدلى بها للصحيفة الأمريكية، أن ردود الأفعال الغاضبة كان أمراً متوقعاً للغاية من جانب كافة المتابعين للمشهد المصرى والعربى، موضحاً أنه كان سيدعم تلك التظاهرات إذا كانت قد احتفظت بسلميتها، مؤكداً أن أحداث العنف التى شهدتها الاحتجاجات كانت المأخذ الوحيد عليها.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الإساءة للأديان تعد جريمة فى مصر وغيرها من الدول العربية، يعاقب عليها القانون، موضحة أنه من الصعب على مواطنى هذه الدول تفهم أن القوانين الأمريكية تعطى مساحة كبيرة لحرية التعبير تكفل للجميع أن يعبر عن آرائه، حتى أولئك المتعصبين الذى قد يقدمون موادا مسيئة قد تضر بالمجتمع.

وقالت الصحيفة، إن المتظاهرين قد أعربوا عن استيائهم واستغرابهم من أن حالة الغضب الشديد وردود الأفعال العنيفة لم تدفع مسئولى الإدارة الأمريكية لمعاقبة صانعى الفيلم، فى حين أن العديد من الغربيين أعربوا عن اندهاشهم من أن قتل بعض المسلمين فى جرائم كراهية ربما لا يثير موجة الغضب العارم الذى صاحبت الفيديو المسىء، موضحة أن المصريين المتظاهرين أكدوا أن الهجوم على العقيدة الدينية هو أسوأ فى نظرهم من استهداف حياة بعض الأشخاص.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن التيار السلفى فى مصر قد ساهم بشكل كبير فى حشد التظاهرات أمام السفارة الأمريكية للتعبير عن الغضب من جراء الفيلم، إلا أنه بمرور الوقت اقتصر المشهد على بعض الشباب والمراهقين الذى تسلقوا أسوار السفارة وحاولوا اقتحامها، فى حين أن التابعين للتيار السلفى اختفوا تماماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق