الاثنين، 17 سبتمبر 2012

صورتان و''مصفحة''.. والاسم ''جدع'' !

صورتان و''مصفحة''.. والاسم ''جدع'' !


تراجع الجميع باستثناء شخص.. تقدم متحدياً الخوف الذي ربما دب في النفوس للحظات.. قاسماً أن لا يتوقف إلا أمامها؛ تلك السيارة الحديدية وكأنه على يقين تام بأنه سيرى شبح ذلك الخوف وقد سقط قتيلاً على واجهتها الزجاجية التي يكاد يراها من خلف الحديد.
مثل تلك المشاهد لا ينساها العقل قبل العين؛ فهى تبقى كالرمز، إذا مرت اكتملت الصورة بكل ما فيها، وحتى إن مر ما يشبهها يعود العقل للصورة الأصلية.
وأما الصورة الأصلية؛ ظهرت عصر يوم الثلاثاء 25 يناير 2011؛ حيث اجتمع المتظاهرون بشارع القصر العيني، وفجأة أخذ الجميع في الجري؛ الأمن يقترب ويستعد لإطلاق القنابل المسيلة للدموع؛ وانفتحت صفوف الأمن لتقدم ''المصفحة'' التي لم يكن أمامها أحد وفي ثواني معدودة ظهر '' أشجع شاب في مصر'' - كما لقب بعدها - أمام ''المصفحة'' واضعاً يديه على جانبيه وسط صيحات المتظاهرين والمواطنين الشاهدين والمصورين لهذه اللحظة لتنطلق الصيحات '' جدع... جدع '' .
تتوقف ''المصفحة'' بشكل عجيب وكأن الزمن توقف للحظات حتى أن المياه التي كانت تطلقها قلت إلى حد ما في مشهد لن ينساه التاريخ ليتقدم بجانب الشاب، عدد آخر من الشباب الذين تشجعوا لإيقاف هذه ''المصفحة'' عن التقدم تجاه الثوار.
لا يمكن لأحد أن ينسى هذا المشهد الذي كان من أوائل مشاهد الثورة، فلم تكن جرأة ذلك الشاب المصري وحدها التي أبهرت وألهمت المصريين، والعالم حتى أن وكالات الأنباء تناقلتها، بل إصرار الشاب واختفاؤه عن الإعلام حتى يومنا هذا أيضاً ربما كان سبباً في بقاء تلك الصورة بين غيرها القليل من الصور في الأذهان بلا منازع وإن لم يعرف له اسم لكنه سيظل '' أشجع شاب في مصر''.
وما أشبه اليوم بالأمس؛ تحوم ملامح الصورة الأصلية في محيط السفارة الأمريكية؛ فى أول يوم من الاشتباكات التي وقعت أمامها، أيضاً لكن بعد مرور أكثر من عام، وسط المظاهرة التي خرجت في أعقاب الفيلم '' المسيء للرسول''.
الأمن يفتح الطريق إلى ''المصفحة'' التي تتقدم في محاولة لإبعاد المتظاهرين إلى الخلف وإذا بشاب يقف أمامها لكن هذه المرة ممسكاً بعلم أسود اللون كُتب عليه '' لا إله إلا الله محمد رسول الله ''.
هكذا تكررت ملامح الصورة، وإن اختلف الشخص والمكان والزمان لكن يبقى الغضب والتحدي لوأد الخوف واحد مهما كان السبب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق