الخميس، 6 سبتمبر 2012

طارق النجار يكتب: هل ينتبه النظام الحالى لهذا الخطر؟



الرئيس محمد مرسى

بالتأكيد الوضع السياسى الراهن فى مصر يدعو إلى الحيرة؛ فأغلب الشعب منقسم من الداخل، فالوحدة التى كان عليها أثناء الثورة يبدو أنها انتهت، ولم يتبقَّ الآن غير جبهة الإخوان المسلمين فى اتجاه؛ والقوى الأخرى المختلفة فيما بينها فى الاتجاه الآخر، الذى تشكل من اليساريين والليبراليين والأقباط والاشتراكيين والأحرار، وغيرهم من أصحاب القوى السياسية.

والموقف أصبح الآن تجميعًا لتلك الجبهة فى مواجهة الجبهة الإسلامية التى يتزعمها الإخوان المسلمون مع السلفيين، وبالتالى فالأمر أصبح معقدًا للغاية، ما سيؤثر فى النهاية على حركتى التنمية والتقدم فى مصر؛ لأن هذا الانقسام بالتأكيد سيُعيق تنفيذ أى برامج اقتصادية تحقق الصالح العام لمصر؛ لأن كلاًّ منهما يريد أن يفشل الآخر ليثبت صحة رأية ويكسب تأييدًا شعبيًّا جديدًا، وهكذا تستمر الحياة فى مصر فى الداخل.. أما فى الخارج فإن الأمر أصبح معقدًا أيضًا، فالدول تريد تحقيق مصالحها دون النظر إلى الإضرار بالدول الأخرى؛ لأنه بالفعل المصلحة أهم من أى عهد، وبالتالى فإن خطاب الرئيس مرسى فى إيران - بالرغم من أنه كان موفقًا ـ تبعاته خطيرة للغاية؛ لأنه بشكل غير مباشر قد أعطى الضوء لمجلس الأمن، وعلى رأسه أمريكا، ليتعجل الحل العسكرى فى سوريا، ويحدث فيها مثل ما حدث فى العراق وليبيا، اللتين لن تنتهىَ مشاكلهما الداخلية إلا إذا أراد الله أن يُفيق شعباهما من الغيبوبة التى أصابتهما جراء التدخل الخارجى، هذا إلى جانب أن زيارة الرئيس إلى الصين كانت ناجحة، وقد رد الأمريكان عليها بالوفد الاقتصادى الأمريكى فى التوقيت ذاته، لكى يضع طريقًا لاختلال التوازن فى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الصينى، فضلاً على ممارسة الضغوط على الصين فيما بعد؛ لعدم إتمام هذه الاتفاقيات التى تعود بالنفع على مصر، وكذلك أيضًا تمارس أمريكا والاتحاد الأوروبى الضغط على النظام المصرى الجديد لعدم فرض أى قيود على الحريات التى يمارسها الشعب، بالرغم من أن الشعب المصرى فى مرحلة تعلم للديمقراطية، لأنه بالفعل عاش فى جهل طوال الزمن الماضى، والتعلم يحتاج إلى نوع من التدريج بمستوى أو درجات الحرية للوصول بعد فترة زمنية معينة إلى المستوى المراد تحقيقه أسوة بما هو موجود فى الدول الأخرى المتقدمة.

وبالتالى فإن هذا الضغط سيؤدى حتمًا إلى حدوث تشققات فى الصف الداخلى؛ نظرًا لأن النظام المصرى لا يستطيع المعارضة مع هذه الدول لأنه فى الوقت الحالى يحتاج إلى المزيد من التأييد الدولى لهذا النظام الذى يحكمه جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت منذ وقت قريب فى أعين الدول الخارجية جماعة خارجة على القانون الدولى.

خلاصة القول: إذا لم يعِ النظام مثل هذه الأمور فإن النتيجة الحتمية المتوقعة هى انقسام الدولة إلى فرق وطوائف تحارب بعضها البعض؛ بغرض الوصول إلى الانفراد بالسلطة، وبالتالى فإن الأمر يحتاج إلى أن تتنازل كل جبهة عن طموحاتها الخاصة فى مقابل تحقيق المصلحة العامة للدولة لإمكانية المرور من المرحلة الصعبة التى تعيشها البلاد، ولن يكون ذلك إلا بوحدتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق