الجمعة، 14 سبتمبر 2012

رجال دين وسياسيون يرفضون أحداث السفارة الأمريكية.. برهامى: تمزيق "الإنجيل" وقتل السفراء الأجانب "حرام".. و"باخوميوس" يطالب المحامين الأقباط بحملة قضائية ضد "الفيلم".. و"بكار" يتبرأ من متظاهرى السفارة


بكار وباخوميوس

أعلنت شخصيات سياسية ورجال دين رفضهم لتطور الأحداث بميدان التحرير وأمام السفارة الأمريكية بمصر، محذرين من خطورة تجدد أحداث العنف والاشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن بوسط القاهرة والمحافظات، وما يتبعه من تدهور الحالة الأمنية بمصر.

أكد الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن قتل الدبلوماسيين الأجانب لا يجوز شرعًا ولا يجوز أن تتحول الاحتجاجات السلمية إلى معارك بين المحتجين الغاضبين وبين الأمن المكلف بحراسة السفارات، والدولة لابد لها الآن من حمايتها وفقًا للمعاهدات الدولية التى يَلْزَم الوفاء بها.

وأشار برهامى، فى فتوى له إلى أنه غضبة المسلمين فى كل مكان يجب أن تكون ملتزمة بالشرع حتى فى مثل هذا المقام، فلا يجوز قتل أو تدمير من لم يشارك فى مثل هذا العمل الإجرامى أو يقره أو يرضى به أو يمتدحه، وقتل الرسل والسفارات عمومًا محرم، ولو كانوا مرتدين، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لرسولى مسيلمة الكذاب وهما على دينه: "لولا أن الرسل لا تُقتل لقتلتكما".

وأفتى الشيخ الدكتور ياسر برهامى، بعدم جواز تمزيق الإنجيل أو حرقه فى المظاهرات احتجاجًا على الفيلم المسىء للرسول - صلى الله عليه وسلم.

وقال "برهامى" فى فتوى له حملت اسم "هل يجوز تمزيق الإنجيل وحرقه فى مظاهرةٍ، احتجاجًا على الفيلم المسىء للرسول - صلى الله عليه وسلم؟" لا يجوز أبدًا، لما يتضمنه تمزيق "الإنجيل الحالى" - "ولو كان محرَّفًا" - مِن ذكر الله - عز وجل - والأنبياء، مؤكدًا أن الغرض من تمزيق "الإنجيل" أو حرقه فى مظاهرة هو الإهانة، وهذا لا يجوز لشىء فيه ذكر الله، وليس المقصود التخلص من كتاب يتضمن ما يخالف الحق.

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية: "الصحيح أن التوراة الحالية هى التى أنزلها الله على موسى مع تحريف وتبديل، وزيادة ونقص، وبالقطع ليست هى المنزلة كما أنزلها الله، والإنجيل: الصحيح أنه يتضمن فقرات وأجزاء من الإنجيل المنزل، وفيه من التوحيد وإثبات النبوات ما يقطع بصحة معناه".

من جانبه أجرى الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك، اتصالاً هاتفيًّا بالأنبا مارتيروس، أسقف شرق السكة الحديد، طالبه فيه بدعوة المحامين الأقباط خلال حضوره مؤتمر "لا لازدراء الأديان" الذى عقد بنقابة المحامين، للوقوف جنبًا إلى جنب مع المحامين المسلمين ومشاركتهم فى رفع الدعاوى القضائية ضد الفيلم المسىء.

وقال رومانى ميشيل، عضو نقابة المحامين وأحد محامى الكنيسة، لـ "اليوم السابع": إن الدعوة لقيت ترحيبًا شديدًا من قبل المحامين المسلمين، كما تم تشكيل جبهة من المحامين الأقباط للمشاركة فى جميع الدعاوى التى سترفع ضد ازدراء الأديان والفيلم المسىء.

وأضاف ميشيل أنه اقترح على لجنة الوحدة الوطنية بنقابة المحامين أن يتم رفع دعوى قضائية لحذف الفيلم المسىء من اليوتيوب فى كل أنحاء العالم، وليس فى مصر وليبيا فقط، بجانب تكوين لجنة من نقابة المحامين لرفع دعوى قضائية لمطالبة الحكومة الأمريكية بوقف عرض الفيلم على أراضيها.

وأوضح ميشيل أن هذا الفيلم ليس المقصود به الإسلام، بل مصر، ووحدة أراضيها وتماسك المسلمين والأقباط معًا، مشيرًا إلى أن المسئول عن الفيلم قام بإنتاج فيلم "شفرة دافنشى" المسىء للمسيح – عليه السلام - أيضًا، لذا فهى حملة ضد مصر وسلامة أراضيها.

وأكد ميشيل أن المحامين الأقباط بنقابة المحامين امتثلوا لطلب الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك، وقاموا بتشكيل لجنة أمس لمشاركة المحامين المسلمين فى جميع الدعاوى القضائية ضد الفيلم المسىء.

وأكد الناشط السياسى، وائل غنيم، أن ما يجرى فى كل الدول العربية من أحداث شغب وعنف وحرق للسفارات الأجنبية هو أكبر عرض للفيلم المسىء للإسلام وللرسول - صلى الله عليه وسلم.

وقال غنيم فى تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "يجرى الآن عرض فيلم مسىء للإسلام وللرسول - صلى الله عليه وسلم - على مختلف قنوات الأخبار الأجنبية، ويتم بثه على الهواء مباشرة من شوارع العواصم العربية".

وأضاف غنيم: "من المتطرف موريس صادق إلى مقتحمى السفارات وقتلة الدبلوماسيين: نشكركم على حسن تعاونكم معنا فمُجهداتكم هى خير مروج لحملات الكراهية التى أقودها على الإسلام والمسلمين".

فيما أوضح نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى، أن أغلب المشتبكين مع الأمن منذ أمس الأول حتى اليوم أمام السفارة الأمريكية لا علاقة لهم بالاحتجاج على الفيلم المسىء للنبى محمد - صلى الله عليه وسلم - بل هم فقط يريدون زعزعة الاستقرار وإثارة القلاقل.

وأشار بكار فى تغريدات له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" إلى أن المشتبكين مع الأمن لم يكونوا فى حاجة إلى دعوة للتظاهر كى يحرقوا سيارات الأمن ويشتبكوا مع أفراده؛ هذا عهدهم فى كل مناسبة، ومشيرًا أيضًا إلى أنه فى كل تظاهرة حدثت من بعد الثورة إلى الآن كانت أعدادٌ من المخربين الفوضويين تنضم إليها مثل التظاهر أمام السفارة السعودية على سبيل المثال.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق