الجمعة، 7 ديسمبر 2012

عمار الشريعي.. ''غواص'' في بحر النغم

عمار الشريعي.. ''غواص'' في بحر النغم

'البريء، أرابيسك، الشهد والدموع، العائلة، زيزنيا، المصراوية''.. و عشرات من الألحان الخالدة في سماء الدراما والسينما المصرية أبدعها الموسيقار ''عمار الشريعي'' الذي وافته المنية اليوم؛ رحلة امتدت لأكثر من أربعين عاما في بحر النغم، رأى جمال الدنيا وأدق تفاصيلها -رغم كف بصره - وأمتعنا بجمال ألحانها، وأثبت أن الجمال تراه ''الأذن'' أيضا كما تسمعه.
ولد ''عمار محمد علي إبراهيم علي الشريعي'' في 16 أبريل 1948 بقرية سمالوط بمحافظة المنيا، تعلم بمدارس المكفوفين، والتحق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب - جامعة عين شمس - ويتخرج فيها عام 1970، رحلته مع الموسيقى بدأت منذ المرحلة الثانوية، وأتقن العزف على العود والبيانو والأوكرديون، والتي بدأ حياته العملية عازفا عليها في الفرق الموسيقية قبل أن يتمكن من آلة ''الأورج'' ويصبح من أبرع العازفين عليه رغم إعاقته البصرية.
مع مطلع الثمانينات كوّن فرقة ''الأصدقاء''، وقدم فيها عدد من نجوم الشباب في هذه الفترة، وكانت أغنية ''الحدود'' تيمة شهرة هذا الفريق، كما وضع ألحان ''أعياد الطفولة ومهرجانات القراءة للجميع'' بأصوات عبد المنعم مدبولي، صفاء أو السعود، عفاف راضي، واستمر في تقديم مواهب الغناء مثل آمال ماهر، هدى عمار، منى عبد الغني وريهام عبد الحكيم.
كانت ألحان ''أوبريتات'' نصر أكتوبر من أبرز محطات حياته، وقال عن أوبريت ''أخترناه'' بالتعاون مع الشاعر ''سيد حجاب'':'' كانت فترة يشعر فيها الشعب المصري بالأمان، أما بعد الثورة فالكل عرف من كان يحكمنا، وأنا مع الثورة''.
تميز ''الشريعي'' في وضع الموسيقى التصويرية وألحان الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية، لعل أبرزها ''حب في الزنزانة، حليم، كتيبة الإعدام، يوم الكرامة، مسلسل الأيام، رأفت الهجان، دموع في عيون وقحة، الراية البيضاء، امرأة من زمن الحب، أم كلثوم و حديث الصباح و المساء'' وغيرها على أثير الإذاعة المصرية.
قدم ''الشريعي'' برنامجه الإذاعي الأشهر على موجات البرنامج العام ''غواص في بحر النغم'' منذ عام 1988، كما قدم عدد من البرامج و الحلقات البرامجية الأخرى، وحصل على عدد كبير من الأوسمة والجوائز من مصر والوطن العربي وجائزة مهرجان فالينسيا 1986.
عانى في سنواته الاخيرة من متاعب أمراض القلب، وفي أيامه الأخيرة تدهورت حالته الصحية بمتاعب الكلى، لكن التحرك الوحيد الذي حدث هو مجرد زيارة من المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي ومعه الدكتور عمرو الليثي الإعلامي وأحد مستشاري الرئيس، وحملوا معهم ''بوكيه ورد'' ووقتها قالوا لأسرته: إن الرئيس محمد مرسي بصدد إصدار قرار بعلاجه علي نفقة الدولة.
وتفيض روح ''عمار الشريعي'' إلى خالقها صباح اليوم السابع من ديسمبر عن عمر يناهز 64 عاما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق