الجمعة، 21 سبتمبر 2012

العلمانيون الأقباط يضعون معايير لتصفية مرشحى البابوية تعتمد على الإنجيل ولائحة 57.. كمال زاخر: يجب أن تكون علاقته جيدة مع غير المسيحيين.. مدحت بشاى: غير مخاصم ووطنى ومدرك للمتغيرات ولا يكمم الأفواه


المفكر القبطى كمال زاخر


حالة من الغموض والتكهنات حول معايير تصفية المرشحين للكرسى البطريركى، من 17 مرشحاً إلى 5-7 مرشحين فقط، فأعلنها صراحة الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، والمتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، فى المؤتمر الأخير للمجمع المقدس، أنه لا توجد معايير واضحة لتصفية المرشحين، والأنبا باخوميوس طلب من لجنة الترشحيات وضع معايير، حيث إن لائحة 57 لم تحدد ذلك، وأدلى بعدها الأنبا إبرام أسقف الفيوم، والمشرف على لجنة الطعون بالانتخابات البابوية، عن 6 معايير وضعتها لجنة الترشحيات وهى، سن المرشح، إتقانه للغات الأجنبية، معلوماته العامة، قدراته فى الخدمة، مدة رهبنته، نبض الشارع عنه.

كما أعلن الأنبا باخوميوس، القائمقام البطريركى، عن ثلاثة معايير، وهى أن يكون المرشح لديه موهبة الإرشاد والتعليم، ولدية مؤلفات وكتب نافعة روحيا وثقافيا، ولديه علاقات طيبة مع الناس والدولة، كما صرحت مصادر كنسية عن معياريين آخرين، وهما الشهادات العلمية للمرشح، وسلوكه الشخصى.

المراقبون للوضع الكنسى يدركون أنه لا توجد معايير حقيقية تستند إليها لجنة الترشحيات، فالتسعة معايير التى تم طرحها تنطبق على جميع الأساقفة والرهبان الذين يخوضون الانتخابات، كما أن الطعون وحدها ومدى قوتها ستحدد من سيتم استبعاده، لتبقى تصفية المرشحين لـ7 أو 5 علامات استفهام تدور فى خلد الأقباط المراقبين للانتخابات، دون المشاركة فى اختيار بطريركهم الـ118.

جراء هذا الغموض، فتح "اليوم السابع" ملف معايير تصفية المرشحيين البابوية، وقام بمواجهة العلمانيين الأقباط بمعايير الكنيسة، وطلب منهم وضع المعايير التى يجب الاستناد عليها لتصفية المرشحين، لتكون تحت أعين الناخب قبيل اختيارة البابا، وأيضا أمام لجنة الترشحيات البابوية.

بداية وضع المفكر القبطى كمال زاخر، ومؤسس التيار العلمانى، والعضو المؤسس للمجلس الاستشارى القبطى، أربعة معايير هامة تستند إلى لائحة 57، والتى أسىء تفسيرها، إضافة لمعايير أخرى تستند إلى الإنجيل نفسه، ولم يتطرق لها أعضاء المجمع المقدس فى تصريحاتهم الإعلامية.

أولها وفق المادة الثانية للائحة 57 أن يكون من طغمة الرهبان، لذا فالمعيار هو مدة "الرهبنة الديرية"، أى مدة مكوثه داخل أسوار الدير قبل خروجه منه، وبالرغم من تصريحات بعض آباء الكنيسة بأن الأساقفة أيضا رهبان، لذا فيجب التقييم بناء على مدة بقائه داخل الدير، حيث إن هناك مرشحين للبابوية قضوا داخل الدير 6 شهور فقط.

والمعايير الأخرى وضعها بولس الرسول نفسه فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح الثالث فى العدد(1-7)، وهى أن يكون أسقف بلا لوم، أى ليس محل صراع أو خصومة أو أزمة أو مشكلات مع أحد، وكذلك فى العدد 3 أن يكون لا ضراب ولا طامع بالربح القبيح، بل حليم وغير مخاصم وغير محب للمال.

ومن المعايير أيضا التى طالب زاخر بإدراجها، والتى جاءت فى العدد 4 من نفس الرسالة وهى: "أن يدبر بيته تدبيرا حسنا، وأنما إن كان لايعرف أن يدبر بيته فكيف يعتنى بكنيسة الله"، وبالنسبة للمرشحين تعنى أهل بيتهم وأقربائهم من الدرجة الأولى والثانية، مشيرا إلى أن أحد المرشحين لا يتمتع بهذا المعيار.

وأيضا يجب أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم فى الخارج، أى غير المسيحيين، بحيث يشهدوا له حسنا، متساءلا كيف يتقدم أحد المرشحين وهو فى صدام مع غير المسيحيين، فى إشارة إلى الأنبا بيشوى وعلاقته المتوترة مع المسلمين والطوائف المسيحية الأخرى.

ومن جانبه، وضع مدحت بشاى، الكاتب والناشط القبطى، 12 معياراً للاستناد عليها لتصفية المرشحين للكرسى البابوى، أولها النقاء والتقوى، الإلمام بعلوم وقوانين الكنيسة، الالتزام بالتقليد الكنسى، يتمتع بشخصه تمتلك فى ذهنيتها إدراك المتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية فى مصر، التواصل مع الناس، التمتع بالمرونة فى تغيير ما يتطلب تغييره، ضاربا مثلا بموقف البابا شنودة عندما جاءت المطالبات بتغيير لائحة 57، ولم يتمتع بالمرونة الكافية لتغييرها.

ومن المعايير الأخرى التى طرحها بشاى، الالتزام بقوانين مجمع نيقية 325م تحديدا، التعقل والمصالحة، ولا يكمم الأفواه، وهو ما عبر عنه أحد الأساقفة بعبارة "الرجولة الروحية"، الجمع بين سمات الباباوات السابقين، وأن علاقاته بالسلطة والأديان الأخرى والمذاهب والطوائف المسيحية متوازنة بلا كراهية.

وأردف، أن يكون البابا الجديد وطنياً وليس سياسياً، ضارباً مثلا بموقف الأنبا باخوميوس الأخير من إصداره بياناً ضد الفيلم المسىء للرسول.

وطالب بشاى الأساقفة المرشحين بأن يقوموا بمبادرة من أنفسهم بالانسحاب من الترشيح للبابوية لتجديد الدماء بالرهبان لتقلد البطريركية، مشيراً إلى أن الأساقفة اختلطوا بالمجتمع، وتقلدوا مناصب ومظاهر اجتماعية وإعلامية، بل منهم من سعى للمنصب البطريركى، لذا فمن الأفضل ترك الساحة للرهبان، ضاربا مثلا بالبابا كيرلس السادس الراهب، الذى جاء من الدير ليصبح بطريركاً، ولم يكن دارساً العلاقات مع الدولة أو العلاقات السياسة والدولية، ولكنه رجل صلاة، وروحانى، واسترشد بالله الذى وقف بجواره فى رحلته البابوية.

وأوضح بشاى أن الكنيسة حددت معايير بعضها حسن والآخر سيئ، مؤكداً أن معاييرها جاءت قياسا على البابا شنودة الثالث، وكأنهم يريدون بابا تعليم مثله، مشيراً إلى أن معيار تأليف الكتب غير مجدٍ، لأنها ليست مهمة البابا، وكل المرشحين قاموا بتأليف كتب روحية أيضا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق