الأحد، 23 سبتمبر 2012

لوبان تستفز مشاعر المسلمين واليهود


لوبان تستفز مشاعر المسلمين واليهود


أثارت اقتراحات زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، حفيظة يهود فرنسا ومسلميها، وهذا بعد أن دعت إلى حظر الحجاب والقلنسوة (كيبا) اليهودية في فرنسا.
وجاء ذلك خلال مقابلة اجراها التلفزيون الفرنسي مع لوبان، والتي اقترحت حظر غطاء الرأس الإسلامي من جميع المجتمعات العامة، وكذلك منع ارتداء "الكيبا".
وعندما سئلت عن دافعها في المطالبة بمنع ارتداء القلنسوة (كيبا) اليهودية، قالت: "ماذا سيقولون عني في حال دعوت إلى حظر الزي الإسلامي فقط؟ سيحرقونني بحجة انني أكره الإسلام". وطلبت لوبان من يهود فرنسا "تقديم تضحية صغيرة" وهي التخلي عن وضع القلنسوة، معتبرة التضحية من أجل المساواة في فرنسا.
وأوضحت الزعيمة المتطرفة، سياسيا، موقفها قائلة: "نظرتي على العلمانية أوسع مما يحوي القانون في فرنسا"، وأضافت "علينا أن نمنع القلنسوة اليهودية كذلك باسم المساواة، رغم أنها لا تشكل مشكلة في بلادنا".
وقال رئيس المنظمات اليهودية في فرنسا، ريشار فرسكيا، "إن تصريح لوبان شأنه أن يثير النزاعات في الدولة"، وأضاف قائلا " هي علمانية متطرفة بالضبط مثل المتدينين المتشددين (الأصوليين)، وأنا أعارض تطرف الجهتين".
على جانب أخر، انتقد حاخام فرنسا الأكبر، الرابي جيل برنهيم، أقوال لوبان، بسبب ربطها بين القلنسوة اليهودية والحجاب الإسلامي. وقال الحاخام : "لم يفرض اليهود أبدا على أي شخص، أن يلبس القلنسوة. لا أدري لماذا تتحدث (لوبان) عن صلة كهذه، وتضلل الناس. كلامها مؤسف للغاية".
وتعالت أصوات زعماء من المجتمع الإسلامي في فرنسا للرد على اقتراح لوبان، إذ قال رئيس المنظمات الإسلامية في فرنسا، محمد مساوي، "من يقترح حظر الحجاب والقلنسوة اليهودية، يقترح عمليا أن تتحول فرنسا إلى دكتاتورية".
وقالت زعيمة اليمين المتطرف في المقابلة: "الحال تغيّرت في فرنسا. في السابق، ساد توازن دقيق بين الأديان، ولكن الهجرة غيّرت الأوضاع". وأسهبت لوبان الكلام: "الزي التقليدي والحجاب الإسلامييْن يثيران التوتر في فرنسا. لقد باتت فرنسا ضحية لجماعات سياسية متطرفة، وهذا لعجز الأحزاب الحاكمة في التعاطي مع هذه المشكلة".
وقال مراقبون في فرنسا إن لوبان انتهزت التوتر الراهن بين المسلمين في فرنسا وبين الحكومة التي منعت كثيرين منهم التظاهر، إثر الفيلم المسيء للإسلام "براءة المسلمين"، وكذلك بعد رسم الكاريكاتور الساخر من النبي محمد، في مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية.
ومن الجدير بالذكر، أن البرلمان الفرنسي  كان قد أقرّ قانونا يحظر إبراز "رموز دينية " مثل القلنسوة والحجاب في المدارس الحكومية، وكذلك في المرافق الحكومية. ولكن السياسيين في فرنسا يظنون بأن لوبان تهاجم الديانات، بدل أن تدافع عن العلمانية في فرنسا.
وعلق عضو البرلمان "جان مري كوبه" على تصريحات لوبان قائلا:"أن الدفاع عن العلمانية لا يعني إلغاء الدين من المجتمع"، مضيفا أن حزبه كان من المساهمين في حظر الحجاب (برقع) عن المؤسسات الحكومية، في إشارة إلى أن اقتراحات لوبان متطرفة للغاية.
من جانبها تحاول لوبان ان تظهر صورة مختلفة لحزبها، وتركز جُل هجماتها على الإسلام المتطرف، بعد أن اتهمها كثيرون بالتطرف، وأن حزبها معاد للسامية.
على صعيد أخر، علّقت منظمات تناهض العنصرية في فرنسا، على تصريحات لوبان، قائلة انها لا تتوقف بتاتا عن الوعظ للكراهية.
وقال رئيس الحركة الفرنسية المناهضة للعنصرية:  "إنها لا تؤمن بالمساواة. بل تريد ان يسيطر المسيحيون الكاثوليك على الآخرين. هذه ليست علمانية"
وعقّب زعماء من المجتمعين، اليهودي والإسلامي، على اقتراحات لوبان بأنها "تطرف مرفوض". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق