الأحد، 9 سبتمبر 2012

''هيبة مستشفيات مصر''.. مسئولية الأمن أم الأطباء أم المواطن ؟



''هيبة مستشفيات مصر''.. مسئولية الأمن أم الأطباء أم المواطن ؟


يوما تلو الأخر نتابع أخبار اعتداء بعض أهالى المصابين أو بعض البلطجية، علي المستشفيات، تاركين وراءهم أقسام محطمة بالكامل ومصابيين من الأطباء والعاملين بها، وسط غياب أمنى تام منذ قيام الثورة .
البعض اعتقد أنها ظاهرة مؤقتة بسبب الانفلات الامنى وستنتهى بمجرد وجود رئيس منتخب لمصر وحكومة تعمل على استقرار الأوضاع، ورغم المبادرات التى تقوم بها وزارة الداخلية فى الفترة السابقة إلا أن مسلسل الاعتداء على المستشفيات مازال مستمرا .. وسط استياء من الأطباء والعامليين بوزارة الصحة وشعورهم بأنهم غير أمنين على أرواحهم فكيف يعملون على إنقاذ أرواح الأخرين ؟!.
دعا هذا إلى قرار الأطباء بإغلاق أقسام الاستقبال بعدة مستشفيات فى أكثر من محافظة وتنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بتأمين المستشفيات وهددوا بإضراب عام إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
فمنذ أكثر من شهر أغلق أطباء مستشفى ''منوف العام'' قسم الاستقبال بالمستشفى، اعتراضا على تعدى أهالى مريضة، رفضت المستشفى استقبالها لحالتها الحرجة وقيام الأطباء بتحويلها لمستشفى ''الباجور'' المركزى.
ولم يمر سوى 15 يوما حتى قرر أطباء مستشفى ''الحامول'' المركزي إغلاق أبواب المستشفى، وقسم الاستقبال بعد واقعة تعدي بلطجية عليهم أثناء ممارسة عملهم.
واستمرار لمسلسل إغلاق اقسام الاستقبال رد على الاعتداء على المستشفيات، قررت إدارة مستشفي دار الولادة بالمنيا ''سوزان مبارك سابقا'' غلق قسم الاسقبال بعد تحطم القسم واستراحة الأطباء وطفايات حريق والاعتداء علي أطباء الاستقبال بسبب إصرار أهالي مريضة علاجها رغم عدم وجود تخصص مرضها.
فيما نظم العشرات من الأطباء بمحافظة الدقهلية وقفة احتجاجية، يوم السبت الماضى، أمام مبنى نقابة الأطباء بمدينة طلخا للمطالبة بتأمين المستشفيات، وزيادة ميزانية وزارة الصحة والكادر الخاص بهم.
من جانبها، قالت الدكتورة منى مينا - عضو مجلس نقابة الأطباء وعضو حركة أطباء بلا حقوق - ''أن ظاهرة التعدى على المستشفيات ظهرت منذ الانفلات الأمنى الذى شهدته مصر بعد قيام الثورة، بسبب انتشار البلطجة فى الشارع المصرى والمشاجرات بين العائلات التى تتقابل مرة أخرى فى المستشفى أثناء إسعاف المصابيين منهم فتتجدد الاشتباكات بينهم مرة أخرى داخل المستشفيات، هذا بالإضافة إلى تغير سلوك المواطنين تجاة الأطباء نظرا لتوترهم بسبب خطورة الحالات، وللإنصاف فان هناك تحسن ملحوظ فى الفترة الاخيرة''.
وأضافت عضو مجلس نقابة الأطباء:'' إن عدم ثقة المواطنين فى الأطباء نظرا لسوء الخدمة الطبية ووضع المستشفيات البشع هو من ترك الأطباء عرضة للتصادم مع المواطنين واستقبالهم للطاقة السلبية للمصابين وذويهم''.
وترى الدكتورة منى أن الحل يكمن فى توفير قوات أمنية بالمستشفيات مع تعليمات مشددة بوجود مرافق واحد مع المريض، بدلا من العشرات، وأهمية إصدار تشريع خاص يغلظ العقوبة على من يعتدى على المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة ميزانية الصحة لتتواكب مع الاتفاقيات التى وقعت عليها مصر فى أن يكون نصيب الصحة 15% من الموازنة العامة بدلا من الـ 4 % المخصصة حاليا .
وأضافت :'' لابد من اقتطاع مبلغ من احتياطى الموازنة ليوجه للخدمات الطارئة، وتحسين أجور العاملين بالصحة لانه لا يعقل ان يعمل طبيب لمدة 12 ساعة مقابل 40 جنيه، لان هذا يجعله ناقما على الوضع، فى ظل أجواء سيئة من إمكانيات ضئيلة وتعامل سىء من المريض''.
وأكدت الدكتورة منى مينا أن حركة ''أطباء بلاحقوق'' تبذل قصارى جهدها لتنفيذ تلك الحلول المقترحة، وأن هناك زيارة السبت القادم لديوان المظالم لرفع مطالب الحركة إلى الرئيس، مع أهمية أن يخصص لنا مسئول من الرئاسة ليجيب عن مطالبنا، مشيرة إلى أنه فى حالة عدم الرد سوف يتم تنظيم إضراب جزئى طويل المدى بدون المساس بالعمل فى الطوارىء والخدمات الحرجة.
وأنهت عضو مجلس نقابة الأطباء وعضو حركة أطباء بلا حقوق، حديثها قائلة '' الطبيب مظلوم والمريض مظلوم ويقفون فى موقف المواجهة ''.
فيما يرى اللواء سعد الجمال - مساعد وزير الداخلية الأسبق - ''أن التعدى على المستشفيات شىء مؤسف وظاهرة لم تكن تحدث من قبل ولكن هناك متغيرات قد طرأت بعد الثورة أدت إلى انفلات إخلاقى فى سلوك بعض أفراد المجتمع، وخاصة فى الأحياء الشعبية، واغتيال هيبة القانون والسلطة التنفيذية نتيجة تلك السلوكيات الشاذة.
واستكمل الجمال حديثه قائلا: '' إن تفاقم الظاهرة قد يعود إلى التراجع فى الدور الأمنى، وتدنى مستوى الأداء بالمستشفيات فلابد أن يكون العاملين بها على درجة كبيرة من الوعى وضبط النفس وقوة التحمل ويمتلكون القدرة على امتصاص غضب المواطنين لان كلمة خاطئة قد تؤدى إلى كوارث.
وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق أنه ''لابد من إعادة النظر فى كيفية تأمين المستشفيات فلابد من وضع نقطة شرطة مصغرة فى كل المستشفيات وتدريب رجال الأمن وتنشيط حسهم الأمنى، كما لابد أن يدرك المواطن أنه يتلقى خدمة تحتاج للتركيز والتعامل الجيد، وأن يقدر الأطباء ضرورة التعامل بحذر مع المواطنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق