الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

89 عاماً على رحيله.. ولا يزال ينادي ''قوم يا مصري.. مصر دايما بتناديك''


89 عاماً على رحيله.. ولا يزال ينادي ''قوم يا مصري.. مصر دايما بتناديك''


''زوروني كل سنة مرة.. حرام تنسوني بالمرة''، ''طلعت يا محلى نورها.. شمس الشموسة''، ''قوم يا مصري.. مصر دايما بتناديك''، ''بلادي بلادي لكي حبي و فؤادي''، ''أنا المصري كريم العنصرين''.. كل هذه كلمات أشهر أغاني ''عبقري الموسيقى'' .
89 عاما على رحيل مبدع هذا التراث الموسيقي.. على رحيل ''سيد درويش''، ''أبو الموسيقى المصرية''، ''فنان الشعب''، ''خالد الذكر''، ''مؤسس الموسيقى المصرية الحديثة''،''إمام الملحنين''، ''عبقرى الموسيقى''، وغيرها الكثير من الألقاب.
ولد الشيخ ''سيد درويش'' في 17  مارس 1892 بحي ''كوم الدكة'' بالإسكندرية، وتعلم في الكتاب إلى أن التحق بالمعهد الديني السكندري عام 1905، قبل أن تتفجر ينابيع الإبداع الموسيقي الشعبي من وجدانه لتسري في وجدان مصر وقت ثورة 1919.
تزوج ''الشيخ سيد'' في سن مبكرة، وأضطر أن يعمل ''عامل بناء''، وكان الغناء رفيقه الأبدي، فكان ينشد في وصف طلوع الشمس، وكفاح العمالن والسخط على المحتل الإنجليزي، وعندما بدأت الحركة الوطنية في مصر تشتعل عقب ''حادث دنشواي''.
اقتبس ''الشيخ سيد'' كلمات ملهمة من إحدى خطب الزعيم الراحل ''مصطفى كامل''، ''بلادي بلادي.. لكي حبي و فؤادي'' لتصبح هي النشيد الوطني لمصر حتى يومنا هذا.
يذهب الشيخ سيد درويش في رحلة فنية للقدس والشام، يصقل فيها موهبته الفنية بتعلم كتابة النوتة الموسيقية، وأصول العزف على العود، و يعود في مطلع 1917 مع بداية اشتعال ثورة 1919، ليقدم ''قوم يا مصري مصر دايما بتناديك'' ليصبح ''درويش'' صوتا للشعب و''فنان الثورة'' الأول، وعند نفي ''سعد زغلول'' ورفاقه كان يغني في المسارح '' يا بلح زغلول'' لتسري بين الشعب المصري ويتخذونها ''نكاية و سخرية'' من ''عساكر الإنجليز'' في شوارع مصر.
لحن ''درويش'' لمعظم الفرق الفنية والموسيقية في عهده مثل ''فاروق الريحاني وجورج أبيض وعلي الكسار''، وقدم فن ''الأوبريت الشعبي'' بأسلوب راق بعيدا عن الإسفاف، ليلقى رواجا بين الجمهور المصري المتذوق للموسيقى.
قدم ''سيد درويش'' الموشحات والألحان الغرامية مثل ''زوروني كل سنة مرة''، كما قدم ''الطقطوقة''، وأشهر من غنت أعماله هي ''منيرة المهدية''، وبلغت أعماله الفنية العشرات من الأدوار وأربعين موشحا ومائة طقطوقة و 30 رواية مسرحية وأوبريت.
ورغم سجله الحافل وإنتاجه الغزير، إلا أن الموت اختطفه في عمر 31 عاما، ويصادف القدر أن يكون رحيله في نفس يوم رجوع زعيم الأمة ''سعد زغلول'' من منفاه بعد نجاح الثورة... رحم الله فنان الشعب ''سيد درويش''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق