الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

وحيد راضى يكتب: ألتراس.. كارت أحمر!



الألتراس

حتى وقت قريب لم يكن يعرف الكثير منا عن ما يسمى بالألتراس لكن مع تداول هذا اللفظ كثيرا فى وسائل الإعلام خاصة الرياضية ونتيجة لاشتراكه فى عدد من الأحداث والقضايا، جعل هناك نوع من الشغف للتعرف على الألتراس بشكل أكثر تفصيلا، الألتراس كلمة تطلق على مجموعة من المشجعين لفريق كرة قدم والمعروفين بانتمائهم وولائهم الشديد لهذا الفريق ويميلون لاستخدام الألعاب النارية(الشماريخ) والأسلوب العدائى فى ترديد الهتافات الحماسية لتدعيم فريقهم، كما يجب عليهم التنقل مع فريقهم فى كل مكان بغض النظر عن مستوى الفريق ونتائجه.

يتشكل الألتراس على هيئة مجموعات ولكل مجموعة قائدها ومكانها الخاص لتجتمع فيه حتى تتلقى القرارات وتتبادل الأفكار وسُبل تنظيم المجموعة من تنقلات وتمويل وإحضار اللافتات والأعلام التى تحمل أسماء ورموز المجموعة ولكل مجموعة شعار خاص بها على أفرادها إتقان هذا الشعار لأنه بمثابة بطاقة هوية للمشجع.

وكى تكون أحد أفراد الألتراس عليك الالتزام بأربع مبادئ 1- لا تتوقف عن الغناء والتشجيع طيلة المبارة مهما كانت النتيجة
2- يمنع الجلوس أثناء المبارة
3- حضور أكبر عدد ممكن من المباريات ذهاب وإياب
4- الاحتفاظ بولائك لمجموعتك وقائدها وعدم الانضمام لمجموعة أخرى.

بداية ظهور الألتراس كانت فى البرازيل عام 1940 ثم انتقلت الظاهرة لدول أوروبا تحديدا إيطاليا، حيث قام مشجعى فريق الإنتر بتكوين أول ألتراس وبعدها إلى أوكرانيا ويوغسلافيا سابقا، فى مصر ظهر الألتراس منذ سنوات قليلة وأصبح لكل فريق مجموعة من المشجعين يطلقون على أنفسهم ألترا وأشهرهم ألتراس أهلاوى، إسمعلاوى، اتحادوى، مصرواى، وألتراس وايت نايتس (ألتراس الزمالك)، وغيرهم، وكانت مهمتهم الوحيدة تشجيع الفريق وتدعيمه ورفع روحة المعنوية وإظهار الشكل الجمالى للملعب لكن تدريجيا أزداد نفوذ الألتراس وتوطدت علاقتهم بالفريق وإدارته فأصبح هناك
مسئول عنهم يذهب إلى النادى ليحصل على التذاكر بأرخص الأسعار كما يسمح للألتراس دخول الملعب فى وقت مبكر عن باقى الجماهير ويخصص لهم مدرجات، بالإضافة لتخصيص أماكن داخل
النادى حتى يحتفظوا بالأعلام والشعارات واللوحات وباقى متعلقاتهم، ثم أزداد نفوذ الألتراس فى الفترة الأخيرة ليحصلوا على مزيد من الصلاحيات، فأصبح يتدخل فى سياسة النادى والاعتراض على المدربين واللاعبين ومراقبتهم داخل الملعب وخارجة كل هذه السلطات والصلاحيات والتسهيلات التى تقدم لشباب الألتراس جعل منهم قوة ينضم إليها الكثير من الشباب للفوز بهذه التسهيلات.

هذه القوة التى شعرت أنه لا يمكن السيطرة عليها وتستطيع أن تحقق كل ما تريده فرغم ما يصدر عنها من أفعال كإشعال الشماريخ وإحراق الملعب وإيقاف المبارة أو إلغائها بسببهم وإلقاء الألفاظ النابية على المشجعين والاعتداء عليهم وعلى الأمن وينتج عنها كوارث كحادثة بور سعيد التى راح ضحيتها أكثر من 70 مشجع كانت تقابل كل هذه الأفعال من قبل المسئولين إن ما يحدث ليس أكثر من تشجيع حماسى زائد وتركوا هذه الظاهرة تتفاقم حتى أصبح الألتراس ستارة تتوارى خلفها كل جرائم عالم الرياضة، بعد ثورة يناير2011 أصبح للألتراس توجه سياسى، وكان لهم دور محمود فى الثورة، خاصة يوم جمعة الغضب 28 يناير وكذلك المشاركة فى مليونية 9 سبتمبر التى انتهت باقتحام مقر السفارة الإسرائيلية، وحماية أسر الشهداء يوم محاكمة مبارك لكن بجانب هذا الدور الإيجابى للألتراس لهم سلبيات تحولت الى بلطجة غير مقبولة، فكل كوارث الملاعب هم المتهم الأول فيها، أضف على ذلك الأحداث الأخيرة حيث اقتحم ألتراس أهلاوى مبنى اتحاد كرة القدم وقاموا بتدميره وإلقاء المولوتوف وسرقة عدد من الكؤوس والتذكارات التاريخية الموجودة فى المبنى، كما تعدوا بالضرب والشتيمة على لاعبى النادى الأهلى ومدربيه بعد اقتحامهم النادى قبل حادث الجبلاية بيوم.

إن اختزال الألتراس فى مجموعة من المشجعين يرافقون فريقهم ليشجعوه بحماس وعصبية أصبح شىء من السذاجة الغير مقبولة، فالألتراس بات قوة كبيرة يفعلون كل ما يحلى لهم فى هذة البلد ففى
السياسة يتظاهرون ويهاجمون الأمن ويهددون كل من يقف أمامهم، وفى الرياضة يشجعون ويهتفون ويحرقون ويدمرون ويقتلون فأصبح كل شى مباح عند الألتراس.

فهم يشجعون فريق ويدافعون عنه بأرواحهم ثم يهاجموه ويتعدون على لاعبيه ومدربيه، لذا فإن الألتراس هذه القوة المنفلتة تريد من يحكمها ويسيطر على أفعالها ويراقب تحركاتها، ويجب أن تقابل بكل حسم وحزم حتى لا تتحول لقوة منظمة أكثر تهورا وأشد عنفوانا تهلك البلد كما أهلكت الرياضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق