الاثنين، 10 سبتمبر 2012

أبناء سيناء:غياب التنمية لدينا الخطر الأكبر على الأمن القومى

أبناء سيناء:غياب التنمية لدينا الخطر الأكبر على الأمن القومى


تعد التنمية الشاملة فى سيناء هى الحلم الحقيقى الذى لم يتحقق حتى الآن على الرغم من أن سيناء هى حجر الزاوية فى نقل الاقتصاد المصرى إلى بر الأمان خلال المرحلة الراهنة، وهناك مشاكل عديدة وعراقيل للتنمية فى سيناء سواء شمالا أو جنوبا وخاصة منطقة وسط سيناء ذات المساحة الجغرافية الكبيرة ، والتى تمثل الخطر الحقيقى على الأمن القومى المصرى، نظرا لاختراق الجيش الإسرائيلى لسيناء خلال الحروب السابقة من منطقة وسط سيناء ، من خلال ممرات متلا والجدى وغيرها .
ويسهل على إسرائيل اختراق سيناء عبر منطقة وسط سيناء لأنها صحراء جرداء بدون تنمية حقيقية برغم المقومات الاستراتيجية التى تتمتع بها بوسط سيناء من ثروات تعدينية ومساحات شاسعة مؤهلة للزراعة وآراضى خصبة تحتاج إلى المياه فقط لزراعتها ، وتصل مساحتها إلى أكثر من 200 ألف فدان صالحة للزراعة .
يقول الدكتور جلال الشريف - أحد كبار الناشطين السياسيين بمدينة العريش - إنه يجب أن تعامل محافظة شمال سيناء كجزء هام وأصيل من مصر، مثل بقية محافظات الجمهورية فنحن نريد أن تعامل سيناء مثل القاهرة والإسكندرية ودمياط ، فلو قسمنا سيناء إلى ثلاثة مناطق ، ستنعم جنوب سيناء بالاستثمار الأجنبى على أرضها من استثمار سياحى وصناعى وشركات تعدين ، أما فى شمال سيناء فهناك معوق واحد خطير جدا على الاستثمار وهو اتباع سياسة حق الانتفاع الطاردة للاستثمار بمعنى قيام الدولة بتوفير آراضى للمستثمرين فى شمال سيناء بنظام حق الانتفاع لمدة 99 سنة أى أن المستثمر الذى يسعى لوضع مليارات الجنيهات للاستثمار فى أى مشروع يجد المستثمر نفسه أمام عقدة الأرض التى سيتسلمها بنظام حق الانتفاع لمدة معينة فكيف للمستثمر أن يضع مليارات الجنيهات على أرض ينتفع بها بشكل مؤقت وليس بنظام التمليك بضوابط معينة ، وهو ما أسفر عن طرد الاستثمار من شمال سيناء .
ويضيف أن هناك معوقات أخرى عديدة فوسط سيناء فقير ومعدم ويمثل خطر حقيقى على الأمن القومى المصرى، نظرا لأن وسط سيناء صحراء جرداء عرضة للاختراق بريا بسهولة ، ولذلك لابد من  تنمية هذه المنطقة ،و تعمير وسط سيناء والحفاظ على ثرواته المنهوبة على مسمع ومرأى من الحكومة ، خاصة وأن الخامات التعدينية الاستراتيجية مثل الرخام والرمل الزجاجى  تقوم الحكومة بتصديرها للخارج عن طريق ميناء العريش البحرى ، بما فيه تهديد على المخزون الاستراتيجى لهذه الخامات دون الحرص على إقامة مصانع للرخام أو مصانع للزجاج بدلا من إهدار هذه الخامات بتصديرها للخارج لدول مثل تركيا التى تقوم باستيراد الرمل الزجاجى من مصر بأبخس الأسعار،ويصل سعر الطن الرمل الزجاجى الخام لحوالى 30 جنيه مصرى مقابل قيام مصر بإعادة استيراد طن الزجاج المصنع من تركيا مرة أخرى بحوالى 10 آلاف دولار منتجات زجاجية ، والمشكلة تكمن فى تقاعس الدولة عن إقامة مصانع ثقيلة بوسط سيناء تعمل على الخامات المتوفرة بجبال وسط سيناء فيحدث هدر شديد وخطير للمخزون الاستراتيجى للخامات التعديدينة بوسط سيناء بتصديرها للخارج بأبخس الأسعار .
وانتقل الشريف لقضية أخرى هامة وهى وجود مساحة أكثر من 240 ألف فدان بوسط سيناء بمنطقة السر والقوارير أراضى خصبة وصالحة للزراعة ومستصلحة طبيعيا وممهدة وجاهزة لزراعة أجود أنواع الخضروات والفاكهة ، ولكن للأسف هذه المنطقة لم تصلها مياه النيل التى وصلت فقط حتى مدينة بئر العبد بشق الأنفس ، ولم يصل مشروع ترعة السلام لمراحله الأخيرة المتضمنة زراعة أراضى وسط سيناء.
ويشدد الشريف على ضرورة ألا تعتمد الدولة خلال المرحلة المقبلة على المصانع المهدرة للطاقة والملوثة للبيئة مثل مصانع الأسمنت وضرورة اللجوء لإقامة مصانع مثل مصانع الرخام والزجاج وغيرها من المصانع .
أما سرحان ذارع - أحد شيوخ  قبيلة الترابين بوسط سيناء ومن كبار المستثمرين - يقول إنه لاتوجد تنمية حقيقية فى وسط سيناء ، ونحن غير متفائلين بالمرة من حدوث تنمية فى وسط سيناء ، وهناك مصنعين فقط للأسمنت فى وسط سيناء ، وهم احتكار شخصى ولايعودان بالنفع على أبناء البدو، سوى بتعيين خفراء فقط فى هذه المصانع ولم تخدم هذه المصانع أهالى البدو فى وسط سيناء الذين يعيشون قرابة 70 % منهم تحت خط الفقر ، فهناك مشاكل عديدة تتمثل فى انعدام وجود مياه الشرب أو مياه للزراعة فعلى سبيل المثال لم تصلنا مياه الشرب حتى الآن لوسط سيناء .
ويضيف "مازلنا نشترى "جراكن المياه "سعة 10لتر بحوالى 300 جنيه،  ونشتريه بصعوبة بالغة ، وحاولنا الاستثمار بوسط سيناء عن طريق الحصول على تراخيص محاجر أو إقامة مصانع صغيرة ، ولكن تقابلنا دائما معوقات كبيرة فى التراخيص وحق الانتفاع ، ومن يملك الواسطة والمحسوبية هو من يستطيع أن يظفر بتسهيلات فى التراخيص ، فتعمير سيناء مازال حبر على ورق والبطالة متفشية بشكل خطير يهدد الأمن القومى ، والمطلوب هو فتح آفاق جديدة للاستثماروتذليل العقبات الأمنية والتنموية فالأمن والاستقرار فى سيناء فى كفة والتنمية فى كفة أخرى،  ولايمكن تحقيق التنمية فى سيناء بدون تحقيق  الاستقرار الأمني .
ويقول سلامة مساعد - أحد أبناء قبيلة الترابين بوسط سيناء - إن نسبة الفقر كبيرة ومخيفة بين البدو فى وسط سيناء ، بل فى أغلب المناطق السكنية فى سيناء بصفة عامة ، وهناك بدو يعيشون تحت الصفر ، وماسمعناه عن التنمية فى سيناء بعد الثورة مجرد حبر على ورق وجميعها حتى الآن شعارات ، فنحن نعانى من انعدام مياه الشرب والوقود ، والحصول على فرصة عمل أو وظيفة لأبناء البدو أصبح شىء مستحيل ، كما أن مشروعات آبار المياه التى أنفقت عليها الدولة ملايين الجنيهات بهدف زراعات مساحات كبيرة من آراضى وسط سيناء فشلت جميعها حتى الآن ، ونهبت آبار المياه وسرقها ضعاف النفوس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق